Monday, December 31, 2007

معركة استعادة زوجى


رأيتها منذ عام داخل المسجد تصلى معنا وهى ذابلة تبكى بشدة وكنت قد اردت ان اتحدثمعها لاعرف ماسر هذا الحزن ولكنى تراجعت وبعد عام كامل رايتها مرة اخرى فى المسجد ولكن هيهات من الفرق بين المرتين فقد رأيتها سعيدة ودموع فى الفرحة فى عينيها فاقتربت منها لاعلم ماقصتها وبعد ان تعرفت عليها وطلبت منها ان تحكيلى ماهو سرك رايتها تتشجع وتحكى وقالت :
قصتى تبدأ منذ حوالى سنتين حيت دعيت لحضور زفاف احدى صديقاتى فتعرفت فى حفلالزفاف على شاب رقيق عرفت فيما بعد انه ابن عم العروس 00 جاءت جلستى معه علىنفس المائدة فتعرفنا وتبادلنا الحديث ومضت اسابيع قليلة بعدها لم اره او التق به خلالها ثمفوجئت به يتقدم لخطبتى فوافقت 00 فلقد كان كما يقولون ( عريس لقطة) فهو شاب هادئمؤدب وعريق ماديا واجتماعيا وكان طلبه الوحيد من اسرتى هو اتمام الزواج خلال شهرواحد فقط من يوم تقدمه لخطبتى وخلال شهر الاعداد للزواج اقتربت منه جدا وبصراحةفقد وقعت فى غرامه بطريقة عنيفة فلقد كان الرجل الاول والاخير فى حياتى0وكان كل شئ يمضى على مايرام خلال فترة ستعداد للزواج ماعدا اصراره على الزواج بسرعة رهيبةبلاسبب مفهوم حتى لقد دهشت والدته من هذه السرعة وتعجبت من رغبته فى عدم انتظارعودة شقسقته التى اتمت دراستها فى الخارج وعلى وشك الوصول لتحضر زفافه وهى كما يقولون تؤم روحه وسره00 وحبه الكبير المهم تم الزواج بغير انتظارشقيقته وبدانا شهر العسل وكانسعيدا جدا وكنت طائرة فوق السحاب 00 الى درجة اننى لم التفت الى عبارة كان يرددها باستمرار خلال ايام العسل هى ( ربنا عوضنى بيكى) ولم اتوقف لاسال نفسى عوضه عن ماذاوهو شاب لديه كل شئ فى الدنيا؟المهم قطعنا شهر العسل بعد3 اسابيع لنستقبل شقيقته العائدة من الخارج واكتشفت فى المطارانها كانت زميلة لى فى الدراسة وسعدت بها جدا ومضى اسبوع اخر وانا استغرق يوما بعد يوم فىحب زوجى حتى اصبحت اشعر به تحت جلدى وفى عروقى فمشاعرى تهتز حين انطق باسمهوقلبى يرتجف حين اراه وانتهى شهر العسل وعاد زوجى الى عمله وفى اول يوم من ايام العملرجع الى البيت فى المساء ودخل مكتبه فى الشقة متعللا بان لديه عملا ورجانى ان انام واتركهفتركته وذهبت لفراشى وبعد ساعة نهضت لاطمئن عليه فوجدت نور غرفة المكتب مطفأ ووجدتزوجى جالسا فى الشرفة ساهما والدموع تنساب من عينيه فزعت وحاولت ان اعرف منه ماذاجرى فرفض ورجانى ان اتركه فتركته ومن هذا اليوم يااختاه لم يعد زوجى هو نفس زوجى الذى عرفته واحببته فلقد انصرف عنى تماما ولم يعد ينظر الى ابدا ولايتحدث معى الا بالكلمات الضروريةفقط00 يذهب الى عمله فى الصباح ويعود فى المساء الى غرفة مكتبه ليجلس مع حزنه المستمرواذا جمعنا مكان او جلسة عائلية انتحى جانبا باحد الحاضرين واستغرق معه فى حديث طويل لااسمعه وسألته ان كان غاضبا منى فأنكر 00 ثم لاحظت انه ينتحى بشقيقته ويتحدثان حديثا هامسا طويلا فسألت شقيقته فلم تقل لى سوى( خليكى معاه ) فضغت عليها وقلت لها اننى فىطريقى للجنون ففسرى لى ماحدث لزوجى فنظرت الى باشفاق ثم روت لى مالم اتوقعه فقد قالت لى ان زوجى كان مرتبطا عاطفيا لسنوات بفتاة احبها بصدق واحبته واتفقا على الزواج لكنهافجأة تزوجت بغيره وتصور انها قد غدرت به وبحبه فتزوجنى على وجه السرعة لينساها ووجه كل اهتمامه الى وسعد بى الى ان انتهى شهر العسل وذهب الى مكتبه فى اليوم الاول فاتصلت بهاحدى صديقاتها لتقول له ان فتاته قد زوجوها رغما عنها وانها عجزت عن المقاومة فاستسلمت ثمسافرت الى الخارج فى شهر العسل وعادت لتجدك متزوجا ولم تتحمل فانتحرت وكان طلبها الاخيران تخبر صديقتها زوجى بأنها لم تغدر به 0 وسمعت ماقالته شقيقة زوجى وانهرت الهذا اذن كانيتعجل الزواج؟ الهذا اختارنى؟ بكيت طويلا ثم استجمعت نفسى وادركت اننى اخوض معركة لاسترجاع زوجى00 وقلت اننى ساحارب لانقاذه وانقاذ بيتى وسعادتى 00 وفعلت المستحيللاستعيده واخرجه من حزنه ووحدته وانصرافه عنى سألت عنها ورايت صورتها وعرفت عنها كل شئوحاولت ان اكون مثلها فى كل شئ فى تسريحة شعرها وفى طريقة لبسها وطريقة كلامها وعاداتها فى كل شئ ففشلت واستمر حزينا ووحيدا وحاولت ان اكون عكسها فى كل شئ لعلىاعجبه ففشلت ايضا واستمر وحيدا وواجهته ذات يوم بماعرفت وقلت له ان مايحدث ليس خطأه ولاخطئى وانى مستعدة لان اعيش تحت قدميه من اجل ان تعود اليه ابتسامته فنظر الى بعطف ثممد يده على خدى وكانت المرة الاولى التى يلمسنى فيها منذ 5شهور ثم قال لى ( اشكرك يا000) وكانت المصيبة انه نطق باسمها هى لاباسمى انا زوجته وحين بكيت اعتذرلى اسفا بانه لميقصد ايلامى000 لكنها فلتة لسان ومازلت اعانى هذا العذاب كل يوم احيانا اريد ان اواصل الكفاحمعه واحيانا اخرى اشعر ألا فائدة هناك ولابد من الانسحاب بهدوء00ان شقيقته يااختى كانت ترجونى الا اتركه وان استمر فى المحاولة وان انجب طفلا لكى يربط بينىوبينه ويرجونى قلبى
كذلك ولكن عقلى كاد ان ينفجر مما اراه من فشلى فهل ستجدى محاولاتى؟؟

وها انا يااختى صبرت طويلا على زوجى وواصلت محاولاتى معه
وكففت عن ان اكون اية انسانة غيرى وغير نفسى وشخصيتى فقد
بدات محاولاتى الجديدة بان وضعت اعصابى فى ثلاجة وانتهت
ثوراتى تماما وعدت رقيقة هادئة كما كنت مع زوجى قبل المأساة
حتى انه بدأ ينظر الى بدهشة من تغيرى ثم بدأت شيئا فشيئا فى
التسلل اليه والحديث الى ماساة غريمتى 000 وشيئا فشئا بدأت
انزلها من مرتبة الالهة التى وضعها زوجى فيها الى مرتبة البشر
بحسانتهم ونواقصهم حتى اذا ماوصل زوجى معى الى هذه المرحلة
بدأت فى اقناعه ببطء بأن الانسان مخير فى تصرفاته وان كل
مايفعله انما يفعله باختياره لكن القدر فى النهاية هو الذى يضع لمساته
الاخيرة على لوحة الحياة 0 فالمسئول عن زواج غريمتى
وانتحارها فى النهاية هى نفسها وليس اى احد غيرها والمسئول عن
زواجه منى هو وليس احدا غيره وبعد كل مناقشة هادئة من هذا
النوع كنت اتركه وانسحب الى غرفتى وادعه يفكر بهدوءفى كلماتى
وكنت حريصة على الا افرض عليه نفسى فى اى وقت احس فيه انه
يحتاج الى ان يكون وحيدا مع نفسه ومع ذكرياته والى جانب ذلك
كنت احدثه عن عمله ولا اكف عن الصخب والمرح معه والخروج
بصحبته كلما وجدت لديه استعدادا لذلك 0 والحمدلله يااختى كنت
انجح فى ان ارى الضحكة تنير وجهه الجميل الذى اعشقه بصدق
ومع الايام بدأت نفسى تهدأ0000 لكن زوجى لم يعد الى رغم ذلك
حتى اوشكت ان ايأس مرة اخرى وعاد الشك الى نفسى مرة اخرى
وبدأت قدرتى فى الضغط على اعصابى تتراجع 000 وذات يوم
طلب منى ان اذهب للبقاء مع والدته طوال النهار لانها تحتاج الى
رعايتى ولان شقيقته مشغولة بالخارج فذهبت وفى المساء جاء
فاصطحب والدته واصطحبنى معه الى بيتنا فدخلت الشقة لاجد
مفاجأة عمرى ووجدت مالم يكن يخطر على بالى اطلاقا فقد وجدت
كل اصدقائنا وشقيقته فى شقتى 000 وازهارا وشموعا وتورتة
000 انه عيد ميلادى ياالهى!!
انه يتذكر عيد ميلادى00 انه يعود الى بعد كفاح استمر اكثر من
عشرة شهور000 لقد اراد الله لى النجاح فى النهاية لانى اخلصت
فى محاولاتى لاسترجاعه00 وقد انتحى بى جانبا وقال انه يعترف
بفضلى وانه يعرف الان كل ذرة فى قلبه وعقله تحبنى فبكيت طويلا
طويلا والاصدقاء من حولى يصخبون ويضحكون ويصفقون
ودموعى تنهمر بشدة ورايت دموع زوجى فى عينيه البريئتين0
ولم اسعد فى حياتى مثلما سعدت فى هذه الليلة 00 ان للانتصار
لنشوة عظيمة والعواطف تستطيع فى النهاية ان تنتصر مع شئ من
العقل ومااحلى انتصارى 0
ولم اتمالك انا ايضا نفسى ودموعى تفر من عينى وتسالت ماذا لو
فعلت كل زوجة فقدت زوجها مثلك وماذا لو اخلصت كل زوجة مع
زوجها بنفس اخلاصك الم يكن الحال قد تبدل0
الموضوع القادم (ذكريات صديقنا الغبى)؟!!!

16 comments:

Anonymous said...

أهو كدة ياراجل إرجع زى زمان وورينا القصص والذكريات

تحياتى لك يا أخ وليد

همسات

Anonymous said...

الأخت همسات جزاكى الله كل الخير على المرور الطيب

radwa said...

ياااااااااه
القصه دى فظيعه
من احلى ماقرأت لك ..
(:

منتظره قصه اخرى بنفس القوة والجمال

Anonymous said...

قصة أكثر من رائعة بجد يا أخ وليد أنا دموعى نزلت زى المطر وأجمل ما أسعدنى النهاية ومنتظرين الجديد بسرعة

Anonymous said...

قصة قنبلة مش عارف أعلق لكن لديك إحساس مرهف ورقيق للغاية تحية غالية وكبيرة ليك يا ليدو

Anonymous said...

جميلة العبرة المستفادة من قصتك و بانتظار القادمة و لك مني التحية

Anonymous said...

إلى رضوى :

متنسيش يارضوى إن لولاكى ماكنت فكرت أصلا فى كتابة القصص يعنى إحنا تلاميذك ولكى جزيل الشكر

Anonymous said...

الأخت فراشة جزاكى الله خيرا على المرور الطيب

Anonymous said...

فلان الفلانى كلماتك ترفع من معنوياتى وربنا يبارك فيك

Anonymous said...

الأخت نهى نورتى المدونة

Anonymous said...

ماشاء الله عليك ياوليد

أخ وليد سيتم إبلاغك بموعد مقابلة أعضاء ومشرفين منتدى أبناء طيبة نرجو منك قبول الدعوة

Anonymous said...

منتدى أبناء طيبة :

جزاكم الله كل الخير على توجيه الدعوة ولى الشرف لقبولها

radwa said...

لا على فكره
البوست الجاى موش مذكرات صديق حضرتك الغبي

ده هيبقى تاج من الاخت رضوى
:D

ممكن حضرتك تروح تستلمه
:D

Anonymous said...

علم وينفذ يارضوى وعلى فكرة أنا عكسك بحب التيجان

Anonymous said...

ياسيدى ياسيدى على الأشعار

بالمناسبة هى إيه حكاية حارة زعتر

اللى مسيطرة على البوست؟

Anonymous said...

قصة جميلة كنت قد قرأتها في كتاب للأستاذ عبد الوهاب مطاوع

وهي قصة حقيقية من قصص أصدقاء بريد الجمعة

جزاك الله خيرا على تذكيرنا بكتابات العملاق الراحل عبد الوهاب مطاوع